الجمعة، 26 يونيو 2015

تهيؤ إقليمي ودولي لاقتراب المعارك من دمشق بعد .. ؟؟ وخطة اليوم التالي بدأت !!




ثائر الناشف

حالة كبيرة من القلق تنتاب الأوساط الإقليمية والدولية المحيطة بسوريا أو تلك التي تتابع تطورات المشهد الدرامي وتداعياته المحتملة على مستقبل المنطقة .
فمع كل تقدم تحققه قوات الجبهة الجنوبية في درعا ، يزداد طوق الخناق على نظام الأسد ، ويزداد القلق الإقليمي والدولي وتزداد تساؤلاته العميقة عن اليوم التالي الذي سيعقب سقوط نظام الأسد وربما فراره إلى الساحل .
المعارك الدائرة في درعا ، بحسب العديد من المصادر الدولية المتابعة للمشهد السوري بكل تفاصيله الدقيقة منذ سنوات ، بل والمنخرطة  بشكل أو بآخر في رسم مآلات المشهد السوري خلال الفترة الراهنة ، هي المعارك الفاصلة والحاسمة ، أكثر من تلك المعارك التي تشهدها مدن الشمال السوري والتي تحولت المعارك فيها لمعارك استنزاف متبادل بين المليشيات الأجنبية وقوات المعارضة بمختلف فصائلها .
وثمة أسباب سياسية وعسكرية عديدة  تنذر باقتراب الخناق من عنق نظام الأسد ومن أبرزها :
1-   رفض نظام الأسد بدعم من حلفائه الإيرانيين والروس لأي صيغة مقترحة للحل السياسي وتفضيله للخيار العسكري على حساب كل الخيارات الأخرى .
2-   توفر مناخ عربي رافض للتدخل الإيراني في المنطقة العربية بدأ في اليمن وبدأت تمتد تأثيراته النسبية نحو سوريا .
3-   تغير معالم وملامح الجغرافيا السياسية للعديد من المدن والمقاطعات السورية بسبب الحرب القائمة ، أنهى حالة التردد الكبير التي أصابت العديد من الأوساط الدولية التي لم تستطيب فكرة سقوط  نظام الأسد إلا بنشوء ستاتيكو جديد .
4-   الانهيارات الكبيرة التي تعرض لها نظام الأسد في جبهات الشمال السوري مؤخرا .
5-   انشغال قوات حزب الله في معارك جرود القلمون زاد من الضغط الكبير على ميليشيات المرتزقة الأجانب ( المليشيات الطائفية ) في درعا إلى جانب قوات نظام الأسد .
6-    انهاء حالة الشرذمة  لقوات المعارضة من خلال اصطفاف كبرى الفصائل وتجمعها في جبهات موحدة كما هو قائم في درعا من خلال قيادة عمليات الجبهة الجنوبية  .
ولعل الشيء الأهم في التهيؤ الإقليمي والدولي لاقتراب المعارك من دمشق التي كانت حتى الأمس خطاً أحمراً لا يجوز الاقتراب منه أو حتى  مسه ، أنه بات مطمئنا بدرجة كبيرة إلى ماهية قوات المعارضة في جنوب سوريا ( ثوار / جيش حر ) والتي أخذت على عاتقها شق الطريق مباشرة نحو دمشق من خلال إطلاقها لعمليات عاصفة الجنوب .   
قيادة الجبهة الجنوبية في درعا 
كل السيناريوات باتت مطروحة مع ازدياد الخناق على عنق رأس نظام الأسد ، وخطة اليوم التالي أصبحت معدة من الآن لرسم ملامح سوريا الجديدة ، سواء كانت ذاهبة نحو التقسيم المؤقت كما تشير وقائع العمليات الحربية على الأرض في شمال وسط وشمال شرق سوريا ، أو كانت ذاهبة نحو التقسيم الدائم من خلال تثبيت خطوط التماس الراهنة بجعلها خطوط  تماس دائمة في وسط  وشمال غرب سوريا .
الأمر الأكيد الذي لن تذهب إليه سوريا هو الحل السياسي رغم أنه لازال مطروحا حتى الآن ، لكنه ككرة القدم التي تتقاذفها الأرجل في ملعب الدم والحرب .

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق