السبت، 20 يونيو 2015

صور المحرقة التي تعرض لها المكون السني في سوريا خلال أربع سنوات وسط صمت العالم


ثائر الناشف
لم يشهد التاريخ القريب أو البعيد ، مأساة كبرى ، كتلك التي يعيشها الشعب السوري منذ أربعة سنوات تحت جحيم نظام الأسد الفاشي ، هذا إذا أسقطنا من حساباتنا السنوات الأربعين العجاف التي حكم فيها الأسد والابن سوريا ، كما لو كانت إقطاعية مخابراتية أو مزرعة أمنية .
أطفال السنة ضحايا الصمت الدولي

فالمحرقة بالمعنى القانوني ، قد تعني كماً هائلا من الجرائم والمجازر التي ترتكبها عصابات منظمة ضد مجموعات بشرية مسالمة ، لكنها بالمعنى السياسي تبدو أكثر شمولا من إطارها القانوني الضيق . فهي تشمل القتل الممنهج للبشر دون تفرقة بين كبير أو صغير إضافة إلى التدمير العشوائي للمدن والقرى والبلدات ، ودفع السكان الآمنين للتهجير القسري بظروف بالغة الصعوبة .
أطفال السنة يموتون من البرد القارس في مخيمات العار بلبنان 

ما يجري اليوم في سوريا منذ أربع سنوات ، لا يمكن وصفه بالاعتماد فقط على لغة الأرقام والوقائع والصور ، لأنه تعدى حدود الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمذهبي ، ووصل لمستويات في القتل والإجرام لم يصل لها طاغية أو مجرم عبر التاريخ .

هذا المستوى الخطير في القتل والإبادة والتطهير والتهجير ، الذي مارسه نظام الأسد المتوحش بالتعاون من شركائه الإقليميين والدوليين والطائفيين ضد جموع الشعب السوري ، تضعه في خانة أكبر وأخطر محرقة عرفتها البشرية في التاريخ .
إنها المحرقة السورية ، محرقة القرن التي لا تقبل الجدل أو الطعن أو الشك في حقيقتها الساطعة في وضح النهار ، والصمت عنها يوازي الصمت عن أي جريمة ، والصمت عن الجريمة يعني المشاركة بها .
براميل الموت تحصد أرواح أطفال السنة 

ليس هذا وحسب ، فالمحرقة السورية تعكس واقع الألم والمعاناة والمرارة التي يعيشها السوريون اليوم في مخيمات البؤس والشقاء تحت موجات الصقيع والبرد القارص ، تجعل من ينكرها بمثابة من يتنكر لإنسانيته ، وهو يرى بأم عينه الأطفال وهي تموت تحت القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة أو بالجوع نتيجة الحصار الخانق أو بالبرد القارص .



مجازر الشبيحة ضد أطفال السنة بحمص
جرائم تصفية المعتقلين السنة في سجون الأسد 
توثيق هذه المحرقة التاريخية ، مسؤولية كبرى تقع على كاهل المدافعين عن حقوق الإنسان ، وأصحاب الضمائر الحية في العالم ، وإيصال صوت وصورة ضحايا وشهداء هذه المحرقة ، واجب أخلاقي وإنساني .

ولأن ذاكرة العالم ، تنسى بسرعة بسبب الأزمات المتلاحقة، فلا بد من تأريخ المحرقة السورية ، حتى لا تندثر حقوق الشعب السوري مستقبلا ، وكيلا تفتح الباب واسعا أمام طغاة آخرين ليمارسوا القتل والإجرام دون حسيب أو رقيب ، ولتكون شهادة حية على وحشية نظام الأسد، وصمت العالم الذي لم يضع حدا لتلك الوحشية المفرطة ، بل أطلق لها العنان لتقتل وتدمر وتهجر من خلال صمته المريب .

مجزرة الكيماوي ضد أطفال السنة بالغوطة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق